فصل: قال القرطبي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

ثم ذكر بعده ما يتعلق بالكفار فقال: {فمالِ الّذِين كفرُوا قِبلك مُهْطِعِين (36)}
المهطع المسرع وقيل: الماد عنقه، وأنشدوا فيه:
بمكة أهلها ولقد أراهم ** بمكة مهطعين إلى السماع

والوجهان متقاربان، روى أن المشركين كانوا يحتفون حول النبي صلى الله عليه وسلم حلقا حلقا وفرقا فرقا يستمعون ويستهزئون بكلامه، ويقولون: إذا دخل هؤلاء الجنة كما يقول محمد: فلندخلنها قبلهم، فنزلت هذه الآية فقوله: {مُهْطِعِين} أي مسرعين نحوك مادين أعناقهم إليك مقبلين بأبصارهم عليك، وقال أبو مسلم: ظاهر الآية يدل على أنهم هم المنافقون، فهم الذين كانوا عنده وإسراعهم المذكور هو الإسراع في الكفر كقوله: {لا يحْزُنك الذين يُسارِعُون في الكفر} [المائدة: 41].
{عنِ الْيمِينِ وعنِ الشِّمالِ عِزِين (37)}
وذلك لأنهم كانوا عن يمينه وعن شماله مجتمعين، ومعنى: عزين جماعات في تفرقة، واحدها عزة، وهي العصبة من الناس، قال الأزهري: وأصلها من قولهم: عزا فلان نفسه إلى بني فلان يعزوها عزوا إذا انتهى إليهم، والاسم العزوة وكان العزة كل جماعة اعتزوها إلى أمر واحد، واعلم أن هذا من المنقوص الذي جاز جمعه بالواو والنون عوضا من المحذوف وأصلها عزوة، والكلام في هذه كالكلام في {عِضِين} [الحجر: 91] وقد تقدم، وقيل: كان المستهزئون خمسة أرهط.
{أيطْمعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أنْ يُدْخل جنّة نعِيمٍ (38)}
والنعيم ضد البؤس، والمعنى أيطمع كل رجل منهم أن يدخل جنتي كما يدخلها المسلمون.
{كلّا إِنّا خلقْناهُمْ مِمّا يعْلمُون (39)}
ثم قال: {كلاّ} وهو ردع لهم عن ذلك الطمع الفاسد.
ثم قال: {إِنّا خلقناهم مّمّا يعْلمُون} وفيه مسألتان:
المسألة الأولى:
الغرض من هذا الاستدلال على صحة البعث، كأنه قال: لما قدرت على أن أخلقكم من النطفة، وجب أن أكون قادرا على بعثكم.
المسألة الثانية:
ذكروا في تعلق هذه الآية بما قبلها وجوها أحدها: أنه لما احتج على صحة البعث دل على أنهم كانوا منكرين للبعث، فكأنه قيل لهم كلا إنكم منكرون للبعث، فمن أين تطمعون في دخول الجنة وثانيها: أن المستهزئين كانوا يستحقرون المؤمنين، فقال تعالى: هؤلاء المستهزئون مخلوقون مما خلقوا، فكيف يليق بهم هذا الاحتقار وثالثها: أنهم مخلوقون من هذه الأشياء المستقذرة، فلو لم يتصفوا بالإيمان والمعرفة، فكيف يليق بالحكيم إدخالهم الجنة.
{فلا أُقْسِمُ بِربِّ الْمشارِقِ والْمغارِبِ إِنّا لقادِرُون (40) على أنْ نُبدِّل خيْرا مِنْهُمْ وما نحْنُ بِمسْبُوقِين (41)}
يعني مشرق كل يوم من السنة ومغربه أو مشرق كل كوكب ومغربه، أو المراد بالمشرق ظهور دعوة كل نبي وبالمغرب موته أو المراد أنواع الهدايات والخذلانات {إِنّا لقادرون على أن نُّبدّل خيْرا مّنْهُمْ وما نحْنُ بِمسْبُوقِين} وهو مفسر في قوله: {وما نحْنُ بِمسْبُوقِين على أن نُّبدّل أمثالكم} [الواقعة: 60، 61] وقوله: {فذرْهُمْ يخُوضُواْ} مفسر في آخر سورة والطور، واختلفوا في أن ما وصف الله بالقدرة عليه من ذلك هل خرج إلى الفعل أم لا؟ فقال بعضهم: بدل الله بهم الأنصار والمهاجرين فإن حالتهم في نصرة الرسول مشهورة، وقال آخرون بل بدل الله كفر بعضهم بالإيمان، وقال بعضهم: لم يقع هذا التبديل، فإنهم أو أكثرهم بقوا على جملة كفرهم إلى أن ماتوا، وإنما كان يصح وقوع التبديل بهم لو أهلكوا، لأن مراده تعالى بقوله: {إِنّا لقادرون على أن نُّبدّل خيْرا مّنْهُمْ} بطريق الإهلاك، فإذا لم يحصل ذلك فكيف يحكم بأن ذلك قد وقع، وإنما هدد تعالى القوم بذلك لكي يؤمنوا.
{يوْم يخْرُجُون مِن الْأجْداثِ سِراعا كأنّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُون (43)}
ثم ذكر تعالى ذلك اليوم الذي تقدم ذكره فقال: {يوْم يخْرُجُون مِن الأجداثِ سِراعا} وهو كقوله: {فإِذا هُم مّن الأجداث إلى ربّهِمْ ينسِلُون} [يس: 51].
قوله تعالى: {كأنّهُمْ إلى نُصُبٍ يُوفِضُون خاشعة أبصارهم ترْهقُهُمْ ذِلّةٌ ذلِك اليوم الذي كانُواْ يُوعدُون}.
اعلم أن في {نصبٌ} ثلاث قراءات أحدها: وهي قراءة الجمهور {نصبٌ} بفتح النون والنصب كل شيء نصب والمعنى كأنهم إلى علم لهم يستبقون والقراءة الثانية: {نصبٌ} بضم النون وسكون الصاد وفيه وجهان أحدهما: النصب والنصب لغتان مثل الضعف والضعف وثانيهما: أن يكون جمع نصب كشقف جمع شقف والقراءة الثالثة: {نصبٌ} بضم النون والصاد، وفيه وجهان أحدهما: أن يكون النصب والنصب كلاهما يكونان جمع نصب كأسد وأسد جمع أسد وثانيهما: أن يكون المراد من النصب الأنصاب وهي الأشياء التي تنصب فتعبد من دون الله كقوله: {وما ذُبِح على النصب} [المائدة: 3] وقوله: {يُوفِضُون} يسرعون، ومعنى الآية على هذا الوجه أنهم يوم يخرجون من الأجداث يسرعون إلى الداعي مستبقين كما كانوا يستبقون إلى أنصارهم، وبقية السورة معلومة، والله سبحانه وتعالى أعلم والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. اهـ.

.قال القرطبي:

قوله تعالى: {فمالِ الّذِين كفرُواْ قِبلك مُهْطِعِين}
قال الأخفش: مسرعين.
قال:
بمكّة أهلُها ولقد أراهم ** إليه مهطعين إلى السماع

والمعنى: ما بالهم يُسرعون إليك ويجلسون حواليك ولا يعملون بما تأمرهم.
وقيل: أي ما بالهم مسرعين في التكذيب لك.
وقيل: أي ما بال الذين كفروا يُسْرِعون إلى السماع منك ليعيبوك ويستهزئوا بك.
وقال عطيّة: مهطعين: معرضين.
الكلبيّ: ناظرين إليك تعجّبا.
وقال قتادة: عامدين.
والمعنى متقارب؛ أي ما بالهم مسرعين عليك، مادّين أعناقهم، مدمني النظر إليك.
وذلك من نظر العدوّ.
وهو منصوب على الحال.
نزلت في جمع من المنافقين المستهزئين، كانوا يحضرونه عليه السلام ولا يؤمنون به.
و{قِبلك} أي نحوك.
{عنِ اليمين وعنِ الشمال عِزِين} أي عن يمين النبيّ صلى الله عليه وسلم وشماله حِلقا حِلقا وجماعات.
والعِزيِن: جماعات في تفرقة، قاله أبو عبيدة.
ومنه حديث النبيّ صلى الله عليه وسلم: «أنه خرج على أصحابه فرآهم حِلقا فقال: مالي أراكم عزين ألا تصُفّون كما تصُفّ الملائكة عند ربّها قالوا: وكيف تصُفّ الملائكة عند ربّها؟ قال: يُتِمُّون الصفوف الأول ويتراصُّون في الصّف» خرّجه مسلم وغيره.
وقال الشاعر:
ترانا عندهُ واللّيْلُ داجٍ ** على أبوابه حِلقا عِزِينا

أي متفرقين.
وقال الراعي:
أخليفة الرحمن إنّ عشيرتي ** أمسى سراتُهُم إليك عِزِينا

أي متفرقين.
وقال آخر:
كأن الجماجم من وقعها ** خناطيل يهوين شتّى عِزِينا

أي متفرقين.
وقال آخر:
فلما أن أتيْن على أُضاخٍ ** ضرحْن حصاهُ أشْتاتا عِزِينا

وقال الكُميْت:
ونحنُ وجنْدلٌ باغٍ تركْنا ** كتائب جنْدلٍ شتّى عِزِينا

وقال عنترة:
وقِرْنٍ قد تركتُ لِذِي وليٍّ ** عليه الطير كالعُصبِ العِزِين

وواحد عِزين عِزة، جُمع بالواو والنون ليكون ذلك عِوضا مما حُذِف منها.
وأصلها عِزْهة، فاعتلّت كما اعتلّت سنة فيمن جعل أصلها سنْهة.
وقيل: أصلها عِزْوة، من عزاه يعزوه إذا أضافه إلى غيره.
فكل واحد من الجماعات مضافة إلى الأخرى، والمحذوف منها الواو.
وفي الصحاح: والعِزة الفِرْقة من الناس، والهاء عوض من الياء، والجمع عِزى على فِعل وعزون وعُزون أيضا بالضم، ولم يقولوا عِزات كما قالوا ثبات.
قال الأصمعيّ: يقال في الدار عِزون، أي أصناف من الناس.
و{عنِ اليمين وعنِ الشمال} متعلق ب {مُهْطِعِين} ويجوز أن يتعلق ب {عِزِين} على حد قولك: أخذته عن زيد.
{أيطْمعُ كُلُّ امرئ مِّنْهُمْ أن يُدْخل جنّة نعِيمٍ} قال المفسرون: كان المشركون يجتمعون حول النبيّ صلى الله عليه وسلم ويستمعون كلامه فيكذّبونه ويكذبون عليه، ويستهزئون بأصحابه ويقولون: لئن دخل هؤلاء الجنة لندخلنّها قبلهم، ولئن أعطوا منها شيئا لنعطين أكثر منه، فنزلت: {أيطْمعُ} الآية.
وقيل: كان المستهزئون خمسة أرهط.
وقرأ الحسن وطلحة بن مُصرِّف والأعرج {أنْ يدْخُل} بفتح الياء وضم الخاء مسمّى الفاعل.
ورواه المفضّل عن عاصم.
الباقون {أنْ يُدْخل} على الفعل المجهول.
{كلاّ} لا يدخلونها.
ثم ابتدأ فقال: {إِنّا خلقْناهُم مِّمّا يعْلمُون} أي إنهم يعلمون أنهم مخلوقون من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة، كما خلق سائر جنسهم.
فليس لهم فضل يستوجبون به الجنة، وإنما تُستوجب بالإيمان والعمل الصالح ورحمة الله تعالى.
وقيل: كانوا يستهزئون بفقراء المسلمين ويتكبّرون عليهم.
فقال: {إِنّا خلقْناهُم مِّمّا يعْلمُون} من القذر، فلا يليق بهم هذا التكبر.
وقال قتادة في هذه الآية: إنما خُلِقْت يا ابن آدم من قذر فاتّق الله.
وروي أن مُطرِّف بن عبد الله بن الشِّخِّير رأى المُهلّب بن أبي صُفْرة يتبختر في مُطرف خزٍّ وجُبّة خزّ فقال له: يا عبد الله، ما هذه المِشْية التي يبغضها الله؟! فقال له: أتعرفني؟ قال نعم، أوّلك نطفةٌ مِذرة، وآخرك جيفةٌ قذِرة، وأنت فيما بين ذلك تحمل العذِرة، فمضى المهلّب وترك مشيته.
نظم الكلام محمود الورّاق فقال:
عجِبتُ من مُعْجبٍ بصورته ** وكان في الأصل نطفة مذِرهْ

وهو غدا بعد حُسْن صورته ** يصيرُ في اللحد جيفة قذرهْ

وهو على تيهه ونخْوته ** ما بين ثوبيه يحمل العذرهْ

وقال آخر:
هل في ابن آدم غير الرأس مكْرُمةٌ ** وهو بخمسٍ من الأوساخ مضروب

أنْفٌ يسيل وأذْنٌ ريحها سهِكٌ ** والعين مُرْمصة والثغْر ملهوب

يا بن التراب ومأكول التراب غدا ** قصِّر فإنك مأكول ومشروب

وقيل: معناه من أجل ما يعلمون، وهو الأمر والنهي والثواب والعقاب.
كقول الشاعر وهو الأعشى:
أأزْمعْت من آل ليْلى ابْتِكارا ** وشطّتْ على ذِي هوى أن تُزارا

أي من أجل ليْلى.
قوله تعالى: {فلا أُقْسِمُ} أي أقسم.
و(لا) صلة.
{بِربِّ المشارق والمغارب} هي مشارق الشمس ومغاربها.
وقد مضى الكلام فيها.
وقرأ أبو حيْوة وابن مُحيْصِن وحُميد {بِربّ المشرِقِ والمغرِب} على التوحيد.
{إِنّا لقادِرُون على أن نُّبدِّل خيْرا مِّنْهُمْ} يقول: نقدر على إهلاكهم والذهاب بهم، والمجيء بخير منهم في الفضل والطوع والمال.
{وما نحْنُ بِمسْبُوقِين} أي لا يفوتنا شيء ولا يعجزنا أمر نريده.
{فذرْهُمْ يخُوضُوا ويلْعبُوا حتّى يُلاقُوا يوْمهُمُ الّذِي يُوعدُون (42)}
أي اتركهم يخوضوا في باطلهم ويلعبوا في دنياهم، على جهة الوعيد.
واشتغل أنت بما أُمِرت به ولا يعظمنّ عليك شركهم، فإن لهم يوما يلقون فيه ما وُعِدوا.
وقرأ ابن مُحيْصِن ومجاهد وحُميد {حتّى يلْقوا يوْمهُمُ الّذي يُوعدُون}.
وهذه الآية منسوخة بآية السيف.
{يوْم يخْرُجُون مِن الْأجْداثِ سِراعا كأنّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُون (43)}
{يوْم} بدل من {يوْمهُمُ} الذي قبله، وقراءة العامة {يخْرُجُون} بفتح الياء وضم الراء على أنه مسمّى الفاعل.
وقرأ السُّلمِيّ والمغيرة والأعشى عن عاصم {يُخْرجون} بضم الياء وفتح الراء على الفعل المجهول.
والأجداث: القبور، واحدها جدث.
وقد مضى في سورة (يس).
{سِراعا} حين يسمعون الصيحة الآخرة إلى إجابة الداعي، وهو نصب على الحال {كأنّهُمْ إلى نُصُبٍ يُوفِضُون} قراءة العامة بفتح النون وجزم الصاد.
وقرأ ابن عامر وحفص بضم النون والصاد.
وقرأ عمرو بن ميمون وأبو رجاء وغيرهما بضم النون وإسكان الصاد.
والنّصْب والنُّصْب لغتان مثل الضّعْف والضُّعْف.
الجوهريّ: والنّصْب ما نُصِب فعُبِد من دون الله، وكذلك النُّصْب بالضم، وقد يحرّك.
قال الأعشى:
وذا النُّصُب المنصوب لا تنْسُكنّه ** لعافِيةٍ والله ربّك فاعْبُدا

أراد (فاعبدن) فوقف بالألف، كما تقول: رأيت زيدا.
والجمع الأنصاب.
وقوله: (وذا النُّصُب) بمعنى إيّاك وذا النُّصُب.
والنُّصُب الشر والبلاء، ومنه قوله تعالى: {أنِّي مسّنِي الشيطان بِنُصْبٍ وعذابٍ} [ص: 41].
وقال الأخفش والفرّاء: النُّصُب جمع النّصْب مثل رهْن ورُهُن، والأنصاب جمع نُصُب، فهو جمع الجمع. وقيل: النّصُب والأنصاب واحد.
وقيل: النُصب جمع نصاب، وهو حجر أو صنم يُذبح عليه، ومنه قوله تعالى: {وما ذُبِح على النصب} [المائدة: 3] وقد قيل: نصْب ونُصْب ونُصُب بمعنى واحد، كما قيل عمْر وعُمْر وعُمُر، ذكره النحاس.
قال ابن عباس: {إلى نصْب} إلى غاية، وهي التي تنصب إليها بصرك، وقال الكلبيّ: إلى شيء منصوب، علم أو راية.
وقال الحسن: كانوا يبتدرون إذا طلعت الشمس إلى نصبهم التي كانوا يعبدونها من دون الله لا يلوى أوّلهم على آخرهم.
{يُوفِضُون} يُسرعون.
والإيفاض الإسراع.
قال الشاعر:
فوارس ذُبْيان تحت الحدي ** د كالجنّ يُوفضن من عبْقرِ

عبْقرٌ: موضع تزعم العرب أنه من أرض الجن.
قال لبِيد:
كهول وشبان كجِنّة عبقرِ

وقال الليث: وفضت الإبل تفِض وفضا، وأوفضها صاحبها.
فالإيفاض متعدّ، والذي في الآية لازم.
يقال: وفض وأوفض واستوفض بمعنى أسرع.
قوله تعالى: {خاشِعة أبْصارُهُمْ} أي ذليلة خاضعة، لا يرفعونها لما يتوقعونه من عذاب الله.
{وترْهقُهُمْ ذِلّةٌ} أي يغشاهم الهوان.
قال قتادة: هو سواد الوجوه.
والرهقُ: الغشيان، ومنه غلام مراهق إذا غشى الاحتلام.
رهِقه (بالكسر) يرهقه رهقا أي غشِيه، ومنه قوله تعالى: {ولا يرْهقُ وُجُوههُمْ قترٌ ولا ذِلّةٌ} [يونس: 26].
{ذلِك اليوم الذي كانُواْ يُوعدُون} أي يوعدونه في الدنيا أن لهم فيه العذاب.
وأخرج الخبر بلفظ الماضي لأن ما وعد الله به يكون ولا محالة. اهـ.